أنت هنا

بشأن قمة داكار 2

تنويع الإنتاج الغذائي للعالم

يعاني على الصعيد العالمي 828 مليون شخص من الجوع، وتمثل أفريقيا 249 مليون أو ثلث عدد الجياع في العالم. ولا يمكن تحقيق هدف التنمية المستدامة رقم 2 المتمثل في القضاء على الجوع ما لم يتحقق هذا الهدف في أفريقيا. وقد لاحظت الأمم المتحدة أن أفريقيا يجب أن تكون محور التركيز، حيث "يتزايد عدد الذين يعانون من نقص التغذية بشكل أسرع من أي مكان في العالم".

وبالتالي، يتطلب توفير الأغذية للعالم تغيير النظم الغذائية العالمية لإطلاق العنان لإمكانات إنتاج الأغذية في أفريقيا. وهذه هي نفس الدعوة الواضحة للأمم المتحدة التي تفيد أن "هناك حاجة إلى تغيير عميق في نظام الأغذية والزراعة إذا أردنا تغذية أكثر من 828 مليون شخص يعانون من الجوع اليوم، وملياران إضافيان من البشر في العالم بحلول عام 2050. وتعد زيادة الإنتاجية الزراعية والإنتاج الغذائي المستدام أمران حاسمان للمساعدة في التخفيف من مخاطر الجوع".

ويمكن أن يسبب نقص الغذاء مشاكل اجتماعية وسياسية خطيرة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش "يجب على الحكومات تعزيز الإنتاج الزراعي والاستثمار في أنظمة غذائية مرنة تحمي منتجي الأغذية من أصحاب الحيازات الصغيرة. وإذا لم نوفر الطعام للناس، فإننا سنغذي حدة الصراعات".

إطلاق العنان لإمكانات الأغذية والزراعة في أفريقيا

على الرغم من وجود 65 ٪ من الأراضي الصالحة للزراعة المتبقية لإطعام 9 مليارات شخص في العالم بحلول عام 2050، تستورد القارة أكثر من 100 مليون طن متري من الأغذية بتكلفة 75 مليار دولار سنويا. ولدى أفريقيا القدرة على إطعام نفسها والمساهمة في توفير الطعام للعالم. إذ تقدر مساحات السافانا الشاسعة وحدها بـ 400 مليون هكتار، مزروع منها 10 ٪ فقط (أي 40 مليون هكتار).
إن الاستثمار في رفع الإنتاجية الزراعية، ودعم البنية التحتية، والنظم الزراعية الذكية مناخيا، مع استثمارات القطاع الخاص على طول سلسلة القيمة الغذائية يمكن أن يساعد في تحويل أفريقيا إلى سلة غذاء للعالم. وسيتطلب تحقيق القضاء على الجوع في أفريقيا ما بين 28.5 مليار دولار و 36.6 مليار دولار سنويا. ومع إزالة الحواجز أمام التنمية الزراعية بمساعدة الاستثمارات الجديدة، تشير التقديرات إلى أن الناتج الزراعي في أفريقيا يمكن أن يزيد من 280 مليار دولار سنويا إلى واحد تريليون دولار بحلول عام 2030.

وبغية زيادة تنويع مصادر الإمدادات الغذائية للعالم، وسط الآثار المستمرة للحرب في أوكرانيا وآثارها النظامية على مستوى العالم، وتأمين الإمدادات الغذائية لأفريقيا، فإنه من الأهمية بمكان الآن دعم الجهود الرامية إلى إطلاق العنان للإمكانات الزراعية لأفريقيا، من أجل الإنتاج الغذائي المستدام. إن أفريقيا ستستفيد، كما أن العالم سيستفيد من هذا الجهد المتضافر.           

تعزيز النجاحات: مواثيق توفيرالأغذية والزراعة

لقد حان الوقت لإطلاق كامل إمكاناتها الزراعية.

إن الإرادة السياسية القوية لرؤساء الدول الأفريقية، وتوافر التقنيات والمنصات لتقديم التقنيات الزراعية الذكية مناخيا الآن إلى نطاق ملايين المزارعين، والنجاحات المذهلة لبعض البلدان في تحقيق الاكتفاء الذاتي في محاصيل مختارة في فترة قصيرة جدا، كلها تظهر أن أفريقيا يمكن أن تحقق أهداف القضاء على الجوع. كما أنها تظهر أن الوقت مناسب للتحالف العالمي للجهود في جميع أنحاء أفريقيا لإطلاق إمكاناتها الزراعية الهائلة لتصبح وجهة عالمية لمواجهة النقص المتزايد في الإمدادات الغذائية في العالم.
وسيتطلب ذلك بذل جهود متضافرة لتحقيق النتائج بطرق قابلة للقياس. ومن أجل ضمان المساءلة لتحقيق النتائج، سيتم هيكلة أنظمة البحث والتطوير، والنظم الغذائية والزراعية الوطنية، بشأن تطوير "مواثيق توفيرالأغذية والزراعة".

تتضمن الخطة عملية المنحى ما يأتي:

  • تعبئة التزام سياسي رفيع المستوى بشأن الإنتاج والأسواق والتجارة لتحقيق مواثيق توفير الأغذية والزراعة لبلدان مختارة.
  • تعبئة ومواءمة الموارد الحكومية وشركاء التنمية وتمويل القطاع الخاص بشأن مواثيق توفير الأغذية والزراعة لتحقيق الأمن الغذائي على نطاق واسع في كل بلد.
  • تبادل الخبرات الناجحة في مجال الأغذية والزراعة في بلدان مختارة ومنابر ناجحة لزيادة الدعم للزراعة.
  • مضاعفة الإنتاجية الزراعية من خلال تكنولوجيا المحاصيل والثروة الحيوانية وتربية الأحياء المائية الحديثة والمتكيفة مع المناخ والخدمات الاستشارية ودعم البحث والتطوير لمجموعة من التقنيات الزراعية القادرة على التكيف مع المناخ.
  • تطوير البنية التحتية واللوجستيات اللازمة مع مناطق معالجة صناعية زراعية خاصة لبناء الأسواق وسلاسل القيمة الغذائية والزراعية التنافسية.

إطعام أفريقيا: السيادة الغذائية والمرونة

  سيستضيف القمة التي تدوم ثلاثة أيام، فخامة السيد ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال ورئيس الاتحاد الأفريقي، وتشارك في استضافتها مجموعة البنك الأفريقي للتنمية. ويسعى مؤتمر القمة الذي يُعقد بتاريخ 25-27 يناير 2023 في داكار، بالسنغال، إلى الجمع بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات المتعددة الأطراف والمنظمات غير الحكومية والعلماء لمواجهة التحدي المتصاعد للأمن الغذائي في أفريقيا.    

النتائج المتوقعة من قمة داكار 2

من المنتظر أن يتعهد رؤساء الدول عند نهاية مؤتمر القمة الرفيع المستوى بما يأتي:

  • مواثيق قطرية لتوفير الأغذية والزراعة.
  • مجالس رئاسية لمواثيق توفير الأغذية والزراعة.
  • أطر تمويلية لتقديم الاتفاقات القطرية الخاصة بتسليم الأغذية والزراعة لتحقيق القضاء على الجوع.